مطار اثينا من ديوان "ورد أقل" لمحمود درويش

 مطار أثينا

مَطَارُ أَثِينَا يُوزِّعُنَا للِمْطَارَات .
قَالَ المُقَاتِلُ : أَيْنَ أُقَاتِلُ ؟
صَاحَتْ بِهِ حَامِلٌ : أَيْنَ أُهْديِكَ طِفْلَكَ ؟
قَالَ المُوَظَّفُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟
أًجَبْنَا : مِنْ البَحْرِ .
قَالُوا : إِلَى أَيْنَ تَمْضُون ؟
قُلْنا : إلى البَحْرِ .
قَالُوا : و أَيْنَ عَنَاوِينُكُم ؟
قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ جَمَاعَتِنا : بُقْجَتي قَريَتي .
في مَطَارِ أَثِينَا انْتَظَرْنَا سنِيناً .
تَزَوَّجَ شَابٌّ فَتَاةً وَلَمْ يَجِدَا غُرْفَةً لِلزَّوَاجِ السَّريعِ
تَسَائَلَ : أَيْنَ أَفُضُّ بَكَارتَهَا ؟ فَضَحِكْنَا وَقُلْنَا لَهُ : يَا فَتى , لاَ مَكَانَ لِهَذَا السُّؤالِ .
وَقَالَ المُحلِّل فِيناَ : يَمُوتُونَ مِنْ أَجلْ أَلاَّ يَمُوتُوا سَهْواً .
وَقَالَ الأَديِبْ : مُخَيَّمُنَا سَاقِِطٌ لاَ محَالة .
مَاذَا يُرِيدُون مِنَّا ؟
وَكَانَ مَطَارُ أَثِينَا يُغَيِّرُ سُكَّانَهُ كُلَّ يَوْمٍ .
وَنَحْنُ بَقِينَا مَقَاعِد فَوْفَ المَقَاعِدِ نَنْتَظِرُ البَحْرَ , كَمْ سَنةً يَا مَطَارَ أَثِينَا ! ....


(من ديوان "ورد أقل" 1986) 

 

تعليقات