ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺠﻦ
ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ
*
ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ .. .
ﻻ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻤﻪ !
ﺧﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ...
ﻻ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺗﻀﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻛﺎﻟﺮﻣﺎﺩ ...
ﺧﻠﻮﻩ ﺟﺮﺣﺎ ﺭﺍﻋﻔﺎ ... ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﺩ
ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻴﻪ. ..
ﺃﺧﺎﻑ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ... ﺃﺧﺎﻑ ﻳﺎ ﺃﻳﺘﺎﻡ ...
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﺎﻩ ﺑﻴﻦ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺬﻭﺏ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺑﻊ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ !
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ
ﺟﺮﺍﺡ ﻧﺎ ...
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ !!
-2-
ﺍﻟﻌﻤﺮ ... ﻋﻤﺮ ﺑﺮﻋﻢ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ ...
ﻟﻢ ﻳﺒﻚ ﺗﺤﺖ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻟﻢ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ...
ﻭ ﻣﺎ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺋﻂ ﻳﺪﺍﻩ ...
ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﺧﻠﻒ ﺧﻴﻂ ﺷﻬﻮﺓ ...ﻋﻴﻨﺎﻩ!
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺣﻠﻮﺓ ...
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻐﺰﻝ
ﻏﻴﺮ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻣﻄﺮﺏ ﺿﻴﻌﻪ ﺍﻷﻣﻞ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﻟﺤﻠﻮﺓ ﺍﻟﻠﻪ !
ﺇﻻ ﻣﺮﺗﻴﻦ
ﻟﺖ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ... ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺘﻪ ﺇﻻ ﻃﺮﻑ ﻋﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺻﻐﻴﺮﺍ ...
ﻓﻐﺎﺏ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻬﻮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍ !...
-3-
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺠﻦ
ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺣﻴﻦ ﺯﻏﺮﺩﺕ ﺧﻄﺎﻩ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻷﻣﻪ : ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ !
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻸﺣﺒﺎﺏ ... ﻟﻸﺻﺤﺎﺏ :
ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﻏﺪﺍ !
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﺭﺳﺎﻟﺔ ...ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ
ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻲ ﻋﺎﺋﺪ ... ﻭ ﺗﺴﻜﺖ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﻂ ﻛﻠﻤﺔ ...
ﺗﻀﻲﺀ ﻟﻴﻞ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ...
ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،
ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ !
ﻳﺎ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ !
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ! ﻳﺎ ﻧﺠﻮﻡ ! ﻳﺎ ﺇﻟﻪ ! ﻳﺎ ﺳﺤﺎﺏ ! :
ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﺎﺭﺩﺍ ... ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻧﺠﻤﺘﺎﻥ ؟
ﻳﺪﺍﻩ ﺳﻠﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻳﺤﺎﻥ
ﻭ ﺻﺪﺭﻩ ﻭ ﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻭ ﺷﻌﺮﻩ ﺃﺭﺟﻮﺣﺔ ﻟﻠﺮﻳﺢ ﻭ ﺍﻟﺰﻫﺮ !
ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﺎﺭﺩﺍ
ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ!
ﺭﺍﺡ ﺑﻼ ﺯﻭﺍﺩﺓ ، ﻣﻦ ﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻔﺘﻰ
ﺇﻥ ﺟﺎﻉ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ؟
ﻣﻦ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ؟
ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ !
ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ... ﻳﺎ ﻭﻟﺪﺍﻩ !
ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ ، ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ! ﻳﺎ ﻧﺠﻮﻡ !
ﻳﺎ ﺩﺭﻭﺏ ! ﻳﺎ ﺳﺤﺎﺏ !
ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ : ﻟﻦ ﺗﺤﻤﻠﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﻓﺎﻟﺠﺮﺡ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻣﻊ ... ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ! ﻟﻦ ﺗﺤﻤﻠﻲ ... ﻟﻦ
ﺗﺼﺒﺮﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻷﻧﻪ ...
ﻷﻧﻪ ﻣﺎﺕ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺻﻐﻴﺮﺍ !
-4-
ﻳﺎ ﺃﻣﻪ !
ﻻ ﺗﻘﻠﻌﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ !
ﻟﻠﺪﻣﻊ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺟﺬﻭﺭ ،
ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ...
ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ !
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﻌﺒﺮﻳﻦ ؟
ﻏﻀﺖ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ... ﺣﻴﻦ ﺳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ
ﺳﺪﺕ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺤﺰﻥ ... ﻟﻮ ﻭﻗﻔﺖ ﻟﺤﻈﺘﻴﻦ
ﻟﺤﻈﺘﻴﻦ !
ﻟﺘﻤﺴﺤﻲ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ
ﻭ ﺗﺤﻤﻠﻲ ﻣﻦ ﺩﻣﻌﻨﺎ ﺗﺬﻛﺎﺭ
ﻟﻤﻦ ﻗﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ... ﺃﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ
ﻳﺎ ﺃﻣﻪ !
ﻻ ﺗﻘﻠﻌﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ
ﺧﻠﻲ ﺑﺒﺌﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ !
ﻓﻘﺪ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻏﺪ ﺃﺑﻮﻩ ... ﺃﻭ ﺃﺧﻮﻩ
ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﻧﺎ
ﺧﻠﻲ ﻟﻨﺎ ...
ﻟﻠﻤﻴﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺪ ﻟﻮ ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ ... ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ !
-5-
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍ
ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻓﻲ ﻭﺟﻨﺎﺗﻪ
ﻭﺻﺪﺭﻩ ... ﻭﻭﺟﻬﻪ ...
ﻻ ﺗﺸﺮﺣﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺭ!
ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﺘﺎ ﺟﺮﺣﻪ
ﺣﺪﻗّﺖ ﻓﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍ ...
" ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ "
ﻭ ﻛﻞ ﺃﻡ ﺗﺤﻀﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺍ !
ﻳﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ : ﻣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﺑﻞ ﺍﺳﺄﻟﻮﺍ : ﻣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺠﻦ
ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ
*
ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ .. .
ﻻ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻤﻪ !
ﺧﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ...
ﻻ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺗﻀﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻛﺎﻟﺮﻣﺎﺩ ...
ﺧﻠﻮﻩ ﺟﺮﺣﺎ ﺭﺍﻋﻔﺎ ... ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﺩ
ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻴﻪ. ..
ﺃﺧﺎﻑ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ... ﺃﺧﺎﻑ ﻳﺎ ﺃﻳﺘﺎﻡ ...
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﺎﻩ ﺑﻴﻦ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺬﻭﺏ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺑﻊ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ !
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ
ﺟﺮﺍﺡ ﻧﺎ ...
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ !!
-2-
ﺍﻟﻌﻤﺮ ... ﻋﻤﺮ ﺑﺮﻋﻢ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ ...
ﻟﻢ ﻳﺒﻚ ﺗﺤﺖ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻟﻢ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ...
ﻭ ﻣﺎ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺋﻂ ﻳﺪﺍﻩ ...
ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﺧﻠﻒ ﺧﻴﻂ ﺷﻬﻮﺓ ...ﻋﻴﻨﺎﻩ!
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺣﻠﻮﺓ ...
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻐﺰﻝ
ﻏﻴﺮ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻣﻄﺮﺏ ﺿﻴﻌﻪ ﺍﻷﻣﻞ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﻟﺤﻠﻮﺓ ﺍﻟﻠﻪ !
ﺇﻻ ﻣﺮﺗﻴﻦ
ﻟﺖ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ... ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺘﻪ ﺇﻻ ﻃﺮﻑ ﻋﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺻﻐﻴﺮﺍ ...
ﻓﻐﺎﺏ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻬﻮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍ !...
-3-
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺠﻦ
ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺣﻴﻦ ﺯﻏﺮﺩﺕ ﺧﻄﺎﻩ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻷﻣﻪ : ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ !
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻸﺣﺒﺎﺏ ... ﻟﻸﺻﺤﺎﺏ :
ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﻏﺪﺍ !
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﺭﺳﺎﻟﺔ ...ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ
ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻲ ﻋﺎﺋﺪ ... ﻭ ﺗﺴﻜﺖ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﻂ ﻛﻠﻤﺔ ...
ﺗﻀﻲﺀ ﻟﻴﻞ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ...
ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،
ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ !
ﻳﺎ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ !
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ! ﻳﺎ ﻧﺠﻮﻡ ! ﻳﺎ ﺇﻟﻪ ! ﻳﺎ ﺳﺤﺎﺏ ! :
ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﺎﺭﺩﺍ ... ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻧﺠﻤﺘﺎﻥ ؟
ﻳﺪﺍﻩ ﺳﻠﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻳﺤﺎﻥ
ﻭ ﺻﺪﺭﻩ ﻭ ﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻭ ﺷﻌﺮﻩ ﺃﺭﺟﻮﺣﺔ ﻟﻠﺮﻳﺢ ﻭ ﺍﻟﺰﻫﺮ !
ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﺎﺭﺩﺍ
ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ!
ﺭﺍﺡ ﺑﻼ ﺯﻭﺍﺩﺓ ، ﻣﻦ ﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻔﺘﻰ
ﺇﻥ ﺟﺎﻉ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ؟
ﻣﻦ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ؟
ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ !
ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ... ﻳﺎ ﻭﻟﺪﺍﻩ !
ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ ، ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ! ﻳﺎ ﻧﺠﻮﻡ !
ﻳﺎ ﺩﺭﻭﺏ ! ﻳﺎ ﺳﺤﺎﺏ !
ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ : ﻟﻦ ﺗﺤﻤﻠﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﻓﺎﻟﺠﺮﺡ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻣﻊ ... ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ! ﻟﻦ ﺗﺤﻤﻠﻲ ... ﻟﻦ
ﺗﺼﺒﺮﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻷﻧﻪ ...
ﻷﻧﻪ ﻣﺎﺕ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺻﻐﻴﺮﺍ !
-4-
ﻳﺎ ﺃﻣﻪ !
ﻻ ﺗﻘﻠﻌﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ !
ﻟﻠﺪﻣﻊ ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺟﺬﻭﺭ ،
ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ...
ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ !
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﻌﺒﺮﻳﻦ ؟
ﻏﻀﺖ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ... ﺣﻴﻦ ﺳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ
ﺳﺪﺕ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺤﺰﻥ ... ﻟﻮ ﻭﻗﻔﺖ ﻟﺤﻈﺘﻴﻦ
ﻟﺤﻈﺘﻴﻦ !
ﻟﺘﻤﺴﺤﻲ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ
ﻭ ﺗﺤﻤﻠﻲ ﻣﻦ ﺩﻣﻌﻨﺎ ﺗﺬﻛﺎﺭ
ﻟﻤﻦ ﻗﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ... ﺃﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ
ﻳﺎ ﺃﻣﻪ !
ﻻ ﺗﻘﻠﻌﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ
ﺧﻠﻲ ﺑﺒﺌﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ !
ﻓﻘﺪ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻏﺪ ﺃﺑﻮﻩ ... ﺃﻭ ﺃﺧﻮﻩ
ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﻧﺎ
ﺧﻠﻲ ﻟﻨﺎ ...
ﻟﻠﻤﻴﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺪ ﻟﻮ ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ ... ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ !
-5-
ﻳﺤﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍ
ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻓﻲ ﻭﺟﻨﺎﺗﻪ
ﻭﺻﺪﺭﻩ ... ﻭﻭﺟﻬﻪ ...
ﻻ ﺗﺸﺮﺣﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺭ!
ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﺘﺎ ﺟﺮﺣﻪ
ﺣﺪﻗّﺖ ﻓﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍ ...
" ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ "
ﻭ ﻛﻞ ﺃﻡ ﺗﺤﻀﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺍ !
ﻳﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ : ﻣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﺑﻞ ﺍﺳﺄﻟﻮﺍ : ﻣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
تعليقات: (0) إضافة تعليق