الكبريت و الأصابع

أخذ الكبريتَ .. وأشَعلَ لي
ومَضىَ كالصيف المُرتحل ..
وجمدتُ بأرضي ، وابتدأت
تأكُلنُي النارُ على مهملِ ..
من هذا الفارسُ ؟ طارَ لهُ
في صدري زوجٌ من خجلِ
لم أعرف منهُ سوى يدهِ
قالت عيناهُ ولم يقُلِ
رجُلٌ يمنحني شُعلتهُ
ما أطيبَ رائحةَ الرجُلِ
يدُهُ تتحدَّثُ دون فمٍ
كحوار الشمعِ المُشتعلِ
وعروقٌ زُرقٌ نافرةٌ
ضيَّعها الليلُ فلم تصلِ
راقبتُ نحولَ أصابعهِ
ودرستُ تعابيرَ يديهِ
وأحطتُ بأشواقي ظفراً
آثارُ التدخينِ عليهِ
وعبدتُ بقيَّة إرهاقٍ
تحتلُّ جوانبَ عينيهِ
والتعب الأزرقَ تحتهُما
وهُطولَ الثلج بصدغيهِ
ووقفتُ أمامَ رجولتهِ
كصغيرٍ ضيَّع أبويهِ
كالأرنبِ .. ما .. ما أصغرني
ياربَّي بينَ ذراعيهِ
أتعلَّقُ فيهِ .. وأتبعُهُ
وأغوصُ بريش جناحيهِ
أأحبُّ يداً .. لا أعرفُها
ماذا يربطُني بيديه ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق